{ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ } أي: بحيث لا يشذ عنهم أحد { جَمِيعاً } أي: مجتمعين على الإيمان، لا يختلفون فيه. أي: لكنه لا يشاؤه لمخالفته للحكمة التي بنى عليها أساس التكوين والتشريع { أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ } أي: على ما لم يشأ الله منهم { حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } أي: ليس ذلك عليك، ولا إليك، كقوله تعالى:{ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ } [البقرة: 272]. وفيه تسلية له صلى الله عليه وسلم، وترويح لقلبه مما كان يحرص عليه من إيمانهم، كقوله تعالى:{ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } [الشعراء: 3]{ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } [فاطر: 8] ولذا قال تعالى: { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ... }.