قوله تعالى: { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ } ، يامحمد، { لآمَنَ مَن فِى ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } ، هذه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه كان حريصاً على أن يؤمن جميع الناس، فأخبره الله جلّ ذكره: أنه لا يؤمن إلاّ من قد سبق له من الله السعادة، ولا يضل إلاّ من سبق له الشقاوة. { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ } ، وما ينبغي لنفس. وقيل: وما كانت نفس، { أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } ، قال ابن عباس: بأمر الله. وقال عطاء: بمشيئة الله. وقيل: بعلم الله. { وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ } ، قرأ أبو بكر: «ونجعل» بالنون، والباقون بالياء، أي: ويجعل الله الرجسَ أي: العذاب وهو الرجز، { عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } ، عن الله أمره ونهيه. { قُلِ ٱنظُرُواْ } ، أي: قلْ للمشركين الذين يسألونك الآيات انظروا، { مَاذَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ، من الآيات والدلائل والعبر، ففي السموات الشمس والقمر والنجوم وغيرها، وفي الأرض الجبال والبحار والأنهار والأشجار وغيرها، { وَمَا تُغْنِى ٱلآيَـٰتُ وَٱلنُّذُرُ } ، الرسل، { عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } ، وهذا في قوم علم الله أنهم لا يؤمنون.