الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } * { ٱلَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ } * { يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ } * { كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي ٱلْحُطَمَةِ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ } * { نَارُ ٱللَّهِ ٱلْمُوقَدَةُ } * { ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلأَفْئِدَةِ } * { إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ } * { فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ }

يعني تعالى ذكره بقوله: { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ } الوادي يسيل من صديد أهل النار وقيحهم، { لكلّ همزة }: يقول: لكلّ مغتاب للناس، يغتابهم ويغضبهم، كما قال زياد الأعجم:
تُدْلي بوُدِّي إذا لاقَيْتَنِي كَذِباً   وإنْ أُغَيَّبْ فأنتَ الهامِزُ اللُّمَزَهْ
ويعني باللُّمَزة: الذي يعيب الناس، ويطعن فيهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا مسروق بن أبان، قال: ثنا وكيع، عن رجل لم يسمه، عن أبي الجوزاء، قال: قلت لابن عباس: مَنْ هؤلاء هم الذين بدأهم الله بالويل؟ قال: هم المَشّاءون بالنميمة، المفرّقون بين الأحبة، الباغون أكبر العيب. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن أبيه، عن رجل من أهل البصرة، عن أبي الجوزاء، قال: قلت: لابن عباس: من هؤلاء الذين ندبهم الله إلى الويل؟ ثم ذكر نحو حديث مسروق بن أبان. حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } قال: الهمزة يأكل لحوم الناس، واللمزة: الطعان. وقد رُوي عن مجاهد خلاف هذا القول، وهو ما: حدثنا به أو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ } قال: الهمزة: الطَّعَّان، واللمزة: الذي يأكل لحوم الناس. حدثنا مسروق بن أبان الحطاب، قال: ثنا وكيع، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.ورُوي عنه أيضاً خلاف هذين القولين، وهو ما: حدثنا به ابن بشار، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } قال: أحدهما الذي يأكل لحوم الناس، والآخر الطعان. وهذا يدلّ على أن الذي حدّث بهذا الحديث قد كان أشكل عليه تأويل الكلمتين، فلذلك اختلف نقل الرواة عنه ما رووا على ما ذكرت. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } أما الهمزة: فآكل لحوم الناس، وأما اللمزة: فالطعان عليهم. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، قال: الهمزة: آكل لحوم الناس: واللمزة: الطعان عليهم. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن خثيم، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس: { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } قال: ويل لكلّ طعان مغتاب. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، قال: الهُمزة: يهمزه في وجهه، واللمزة: من خلفه. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: يهمزه ويلمزه بلسانه وعينه، ويأكل لحوم الناس، ويطعن عليهم. حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: الهُمَزة باليد، واللُّمَزة باللسان.

السابقالتالي
2 3 4