الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ }

قوله تعالى { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَـٰقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَا ءاتَيْنَـٰكُم بِقُوَّةٍ } أي بجد ومواظبة [في طاعة الله تعالى] { وَٱسْمَعُواْ } أي قيل لهم اسمعوا { قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا } قال في رواية الكلبي: قالوا: سمعنا قولك وعصينا أمرك ولولا مخافة الجبل ما قبلنا. ويقال: إنهم يقولون في الظاهر سمعنا، ويضمرون في أنفسهم وعصينا أمرك. { وَأُشْرِبُواْ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ } أي جعل حلاوة عبادة العجل في قلوبهم مجازاة لكفرهم. ويقال: حب عبادة العجل فحذف الحب، وأقيم العجل مقامه، ومثل هذا يجري في كلام العرب. كما قال في آية أخرى:وَٱسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ } [يوسف: 82]، أي أهل القرية ثم قال تعالى: { قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَـٰنُكُمْ } أي بئس الإيمان الذي يأمركم بالكفر. وقال مقاتل: معناه إن كان حب عبادة العجل في قلوبكم يعدل حب عبادة خالقكم فبئس ما يأمركم به إيمانكم { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } كما تزعمون.