قوله تعالى: { واللّهُ خَلَقَ كُلَّ دابَّة } وقرأ حمزة، والكسائي: { والله خالِقُ كُلِّ دابَّة من ماءٍ } وفي الماء قولان. أحدهما: أن الماء أصل كُلِّ دابَّة. والثاني: أنه النُّطفة، والمراد به: جميع الحيوان المشاهَد في الدنيا. وإِنما قال: { فمنهم } تغليباً لما يَعقل. وإِنما لم يذكُر الذي يمشي على أكثر من أربع، لأنه في رأي العين كالذي يمشي على أربع، وقيل: لأنه يعتمد في المشي على أربع. وإِنما سمَّى السائر على بطنه ماشياً، لأن كُلَّ سائر ومستمرٍّ يقال له: ماشٍ وإِن لم يكن حيواناً، حتى إِنه يقال: قد مشى هذا الأمر، هذا قول الزجاج. وقال أبو عبيدة: إِنما هذا على سبيل التشبيه بالماشي، لأن المشي لا يكون على البطن، إِنما يكون لمن له قوائم، فإذا خلطوا ماله قوائم بما لا قوائم له، جاز ذلك، كما يقولون: أكلت خبزاً ولبناً، ولا يقال: أكلت لبناً.