{ إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ } يعني يقتلوكم، { أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ } ، يعني في دينهم الكفر، { وَلَن تُفْلِحُوۤاْ إِذاً أَبَداً } [آية: 20]، كان هذا من قول مكسلمينا، يقوله للفتية، فلما ذهب يمليخا إلى القرية، أنكروا دراهم دقيوس الجبار، الذى فر منه الفتية، فلما رأوا ذلك، قالوا: هذا رجل كنزاً، فلما خاف أن يعذب، أخبرهم بأمرالفتية، فانطلقوا معه إلى الكهف، فلما انتهى يمليخا إلى الكهف ودخل، سد الله عز وجل باب الكهف عليهم، فلم يخلص إليهم أحد. { وَكَذٰلِكَ أَعْثَرْنَا } ، يقول: وهكذا أطلعنا، { عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوۤاْ } ، يعني ليعلم كفارهم ومكذبوهم بالبعث إذا نظروا إليهم، { أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } في البعث أنه كائن، { وَ } ليعلموا { وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ } آيتة، يعني قائمة، { لاَ رَيْبَ فِيهَا } ، يعني لا شك فيها، في القيامة بأنها كائنة، { إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ } ، يعني إذ يخلفون في القول في أمرهم، فكان التنازع بينهم أن قالوا: كيف نصنع بالفتية؟ قال بعضهم: نبني عليهم بنياناً، وقال بعضهم، وهم المؤمنون: { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً } [آية: 21]، فبنوا مسجداً على باب الكهف. { سَيَقُولُونَ } ، يعني نصارى نجران: الفتية { ثَلاثَةٌ } نفر، { رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ } ، يقول الله عز وجل: { رَجْماً بِٱلْغَيْبِ } ، يعني قذفاً بالظن لا يستيقنونه، { وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } ، وإنما صاروا بالواو واو؛ لأنه انقطع الكلام، وقال أبو العباس ثعلب: ألفوا هذه الواو الحال، كان المعنى: هذه حالهم عند ذكر الكلب، هذا قول نصارى نجران السيد والعاقب ومن معهما من المار يعقوبيين، وهم حزب النصارى، { قُل } للنصارى: { رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم } من غيره، { مَّا يَعْلَمُهُمْ } ، يعني عدتهم، ثم استثنى: { إِلاَّ قَلِيلٌ } ، قل: ما يعلم عدة الفتية إلا قليل من النسطورية، وهم حزب من النصارى، وأما الذين غلبوا على أمرهم، فهم المؤمنون الذين كانوا يقولون: ابنوا عليهم بنياناً بنداسيس الصلح ومن معه، { فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ } ، يعني لا تمار يا محمد النصارى في أمر الفيتة، { إِلاَّ مِرَآءً ظَاهِراً } ، يعني حقاً بما في القرآن، يقول سبحانه: حسبك بما قصصنا عليك من أمرهم، { وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِّنْهُمْ أَحَداً } [آية: 22]، يقول: ولا تسأل عن أمر الفتية أحداً من النصارى.