الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ نۤ وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ } * { مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ } * { وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ } * { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } * { فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ } * { بِأَييِّكُمُ ٱلْمَفْتُونُ } * { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ }

ورواه أبو داود في كتاب السنة من سننه عن جعفر بن مسافر عن يحيى بن حسان عن ابن رباح عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي حفصة، واسمه حبيش بن شريح الحبشي الشامي، عن عبادة، فذكره. وقال ابن جرير حدثنا محمد بن عبد الله الطوسي، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، أنبأنا عبد الله بن المبارك، حدثنا رباح بن زيد عن عمر بن حبيب عن القاسم بن أبي بزة، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن أول شيء خلقه الله القلم، فأمره فكتب كل شيء " غريب من هذا الوجه، ولم يخرجوه، وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد والقلم، يعني الذي كتب به الذكر. وقوله تعالى { وَمَا يَسْطُرُونَ } أي يكتبون كما تقدم. وقوله { مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ } أي لست ولله الحمد بمجنون كما يقوله الجهلة من قومك، المكذبون بما جئتهم به من الهدى والحق المبين، فنسبوك فيه إلى الجنون، { وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ } أي بل إن لك الأجر العظيم، والثواب الجزيل الذي لا ينقطع ولا يبيد، على إبلاغك رسالة ربك إلى الخلق، وصبرك على أذاهم، ومعنى غير ممنون، أي غير مقطوع كقولهعَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } هود 108فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } التين 6 أي غير مقطوع عنهم. وقال مجاهد غير ممنون، أي غير محسوب، وهو يرجع إلى ما قلناه. وقوله تعالى { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } قال العوفي عن ابن عباس وإنك لعلى دين عظيم، وهو الإسلام، وكذلك قال مجاهد وأبو مالك والسدي والربيع بن أنس، وكذا قال الضحاك وابن زيد. وقال عطية لعلى أدب عظيم. وقال معمر عن قتادة سئلت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن، تقول كما هو في القرآن. وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قوله { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } ذكر لنا أن سعيد بن هشام سأل عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ألست تقرأ القرآن؟ قال بلى. قالت فإن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن. وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام قال سألت عائشة، فقلت أخبريني يا أم المؤمنين عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أتقرأ القرآن؟ فقلت نعم، فقالت كان خلقه القرآن. هذا مختصر من حديث طويل، وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث قتادة بطوله، وسيأتي في سورة المزمل إن شاء الله تعالى، وبه الثقة. وقال الإمام أحمد حدثنا إسماعيل، حدثنا يونس عن الحسن قال سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن.

PreviousNext
1 2 3 5 6