الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْعَظِيمُ }

أقدامُهم في الصخرةِ التي تحتَ الأرضين بمسيرة خمسمائةِ عامٍ، وبين السماءِ السابعةِ وبين الكرسيِّ مسيرةُ خمسمائةِ عام، والعرشُ فوقَ الماءِ).

قوله عَزَّ وَجَلَّ: { وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا }؛ أي لا يُثْقِلُهُ ولا يَشُقُّ عليه حِفْظُ السماوات والأرض، وقوله تعالى: { وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْعَظِيمُ }؛ أيِ الْعَلِيُّ عن الأشباهِ والأمثالِ وصفات الْمُحْدَثِيْنَ، عظيمُ الشأن والسلطانِ والبُرهان.

روى محمدُ بن الحنفية قال: (لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الْكُرْسِيِّ خَرَّ كُلُّ صَنَمٍ فِي دَار الدُّنْيَا؛ وَخَرَّ كُلُّ مَلِِكٍ فِي الدُّنْيَا عَلَى وَجْهِهِ؛ وَسَقَطَتِ التِّيْجَانُ عَنْ رُؤُوسِهِمْ، وَهَرَبَتِ الشَّيَاطِيْنُ وَضَرَبَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ حَتَّى اجْتَمَعُواْ إلَى إبْلِيْسَ فَأَخْبَرُوهُ بذَلِكَ، فَأَمَرَهُمْ أنْ يَبْحَثُواْ؛ فَجَاءُواْ إلَى الْمَدِيْنَةِ فَبَلَغَهُمْ أنَّ آيَةَ الْكُرْسِيِّ نَزَلَتْ).

وعن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَرَأ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ؛ أعْطَاهُ اللهُ قُلُوبَ الشَّاكِرِيْنَ وَأعْمَالَ الصِّدِّيْقِيْنَ وَثَوَابَ النَّبيِّيْنَ، وَبَسَطَ عَلَى يَمِيْنِهِ بالرَّحْمَةِ، وَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إلاَّ أنْ يَمُوتَ فَيَدْخُلُهَا، وَمَنْ قَرَأهَا حِيْنَ يَأْخُذُ مَضْجِعَهُ أمَّنَهُ اللهُ وَجَارَهُ وَجَارَ جَارهِ وَالدُوَيْرَاتِ حَوْلَهُ ".


PreviousNext
1