الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ يٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ }

يقول تعالـى ذكره: قال قوم شعيب لشعيب: { يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ كَثِـيراً مِـمَّا تَقُول } أي ما نعلـم حقـيقة كثـير مـما تقول وتـخبرنا به. { وَإنَّا لَنَرَاك فِـينا ضَعِيفـاً } ذكر أنه كان ضريراً، فلذلك قالوا له: { إنَّا لَنَراكَ فِـينا ضَعِيفـاً }. ذكر من قال ذلك: حدثنـي عبد الأعلـى بن واصل، قال: ثنا أسد بن زيد الـجَصَّاص، قال: أخبرنا شريك، عن سالـم، عن سعيد بن جبـير، فـي قوله: { وَإنَّا لَنَرَاكَ فِـينا ضَعِيفـاً } قال: كان أعمى. حدثنا عبـاس بن أبـي طالب، قال: ثنـي إبراهيـم بن مهدي الـمصيِّصي، قال: ثنا خـلف بن خـلـيفة، عن سفـيان، عن سعيد، مثله. حدثنا أحمد بن الولـيد الرملـي، قال: ثنا إبراهيـم بن زياد وإسحاق بن الـمنذر، وعبد الـملك بن زيد، قالوا: ثنا شريك، عن سالـم، عن سعيد، مثله. قال: ثنا عمرو بن عون ومـحمد بن الصبـاح، قالا: سمعنا شريكا يقول فـي قوله: { وَإنَّا لَنَرَاكَ فِـينا ضَعِيفـاً } قال: أعمى. حدثنا سعدويه، قال: ثنا عبـاد، عن شريك، عن سالـم، عن سعيد بن جبـير، مثله. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو نعيـم، قال: ثنا سفـيان، قوله: { وَإنَّا لَنَرَاكَ فِـينا ضَعِيفـاً } قال: كان ضعيف البصر. قال سفـيان: وكان يقال له خطيب الأنبـياء. قال: ثنا الـحمانـي، قال: ثنا عبـاد، عن شريك، عن سالـم، عن سعيد: { وَإنَّا لَنَرَاكَ فِـينا ضَعِيفـاً } قال: كان ضرير البصر. وقوله: { وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ } يقول: يقولون: ولولا أنت فـي عشيرتك وقومك لرجمناك، يعنون: لسببناك. وقال بعضهم: معناه لقتلناك. ذكر من قال ذلك: حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجمْناكَ } قال: قالوا: لولا أن نتقـي قومك ورهطك لرجمناك. { وَما أنْتَ عَلَـيْنا بعَزيزٍ } يعنون: ما أنت مـمن يكرم علـينا، فـيعظم علـينا إذلاله وهَوَانُه، بل ذلك علـينا هَين.