الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذٰلِك فِي ٱلْكِتَابِ مَسْطُوراً } * { وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } * { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً } * { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً }

{ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِى ٱلقُرْءانِ } قال هي شجرة الزقوم. قال الكلبي: هي ليلة أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس فنشر له الأنبياء كلهم فصلى بهم. ثم صلى الغداة بمكة فكذبوه وهو قوله { فِتْنَةً لّلنَّاسِ } حين كذبوه. يعني أهل مكة. قال عكرمة أمَا إنَّهَا رؤيا يقظة ليست برؤيا منام. وقال سعيد بن المسيب أُرِي النبي - صلى الله عليه وسلم - بني أمية على المنابر فساءه ذلك فقيل له إنّما هي دنيا يعطونها فقر عينه فنزل: { وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءيَا ٱلَّتِى أَرَيْنَـٰكَ إِلاَّ فِتْنَةً لّلنَّاسِ } يعني بني أمية ثم قال: { وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِى ٱلقُرْءانِ } يعني ذكر الشجرة الملعونة في القرآن فتنة لهم. يعني بلية لهم وذلك أن المشركين قالوا يخبرنا هذا أنَّ في النار شجرة. وكيف يكون في النار شجرة والنار تأكل الشجرة فصار ذلك فتنة لهم يعني بلية لهم. ويقال لما نزلإِنَّ شَجَرَةَ ٱلزَّقُّومِ طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } [الدخان: 43، 44] قالوا فيما بينهم وما شجرة الزقوم. قالوا الثمر والزبد فرجع أبو جهل إلى منزله فقال لجاريته زقمينا وأمرها أن تأتي بالتمر والزبد فخرج به إلى الناس وقال كلوا فإِن محمداً يخوفكم بهذا فصار ذكر الشجرة فتنة لهم ثم قال { وَنُخَوّفُهُمْ } أي بذكر شجرة الزقوم { فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا } يعني: تمادياً في المعصية. قوله: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـٰئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَءسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا } ، فتعظم عن السجود لآدم.


PreviousNext
1