الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } * { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً }

وأخرج ابن جرير، عن قتادة - رضي الله عنه - { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } يقول: أراه من الآيات والعبر في مسيره إلى بيت المقدس. ذكر لنا أن ناساً ارتدوا بعد إسلامهم حين حدثهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمسيره أنكروا ذلك، وكذبوا به، وعجبوا منه، وقالوا أتحدثنا أنك سرت مسيرة شهرين في ليلة واحدة!.

وأخرج ابن جرير، عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني فلان ينزون على منبره نزو القردة، فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكاً حتى مات، وأنزل الله { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس }.

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عمر رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت ولد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة، وأنزل الله في ذلك { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة } يعني الحكم وولده ".

وأخرج ابن أبي حاتم، عن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أريت بني أمية على منابر الأرض، وسيتملكونكم، فتجدونهم أرباب سوء " واهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك: فأنزل الله { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس }.

وأخرج ابن مردويه، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - أصبح وهو مهموم، فقيل: مالك يا رسول الله؟ فقال: " إني أريت في المنام كأن بني أمية يتعاورون منبري هذا " فقيل: يا رسول الله، لا تهتهم فإنها دنيا تنالهم. فأنزل الله: { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس }.

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر، عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية على المنابر فساءه ذلك، فأوحى الله إليه: " إنما هي دنيا أعطوها " ، فقرت عينه وهي قوله: { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } يعني بلاء للناس.

وأخرج ابن مردويه، " عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لمروان بن الحكم: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لأبيك وجدك " إنكم الشجرة الملعونة في القرآن " ".

وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما في قوله: { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك } الآية. قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أري أنه دخل مكة هو وأصحابه، وهو يومئذ بالمدينة، فسار إلى مكة قبل الأجل، فرده المشركون، فقال أناس قدْ رُدَّ وكان حدثنا أنه سيدخلها، فكانت رجعته فتنتهم.

PreviousNext
1 2 4