الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِيۤ أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

{ الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع } قال الصادق عليه السلام: خلق الله الملائكة مختلفة وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وآله جبرائيل وله ستمائة جناح على ساقه الدر مثل القطر على البقل قد ملا ما بين السماء والأرض وقال: إذا أمر الله ميكائيل بالهبوط إلى الدنيا صارت رجله اليمنى في السماء السابعة والأخرى في الأرض السابعة وإن لله ملائكة أنصافهم من برد وأنصافهم من نار يقولون يا مؤلفاً بين البرد والنار ثبت قلوبنا على طاعتك، وقال: إن لله ملكاً بعد ما بين شحمة أذنيه إلى عينيه مسيرة خمسمائة عام خفقان الطير، وقال: إن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون وإنما يعيشون بنسيم العرش، وإن لله ملائكة ركعاً إلى يوم القيامة، وإن لله ملائكة سجداً إلى يوم القيامة، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من شيء مما خلق الله أكثر من الملائكة وأنه ليهبط في كل يوم أو في كل ليلة سبعون ألف ملك فيأتون البيت الحرام فيطوفون به ثم يأتون رسول الله صلى الله عليه وآله ثم يأتون أمير المؤمنين عليه السلام فيسلمون عليه ثم يأتون الحسين عليه السلام فيقيمون عنده، فإذا كان عند السحر وضع لهم معراج إلى السماء ثم لا يعودون أبداً، وقال أبو جعفر عليه السلام إن الله خلق إسرافيل وجبرائيل وميكائيل من تسبيحة واحدة وجعل لهم السمع والبصر وجودة العقل وسرعة الفهم، وقال أمير المؤمنين عليه السلام في خلقة الملائكة:

" وملائكة خلقتهم وأسكنتهم سماواتك فليس فيهم فترة ولا عندهم غفلة ولا فيهم معصية، هم أعلم خلقك بك، وأخوف خلقك منك، وأقرب خلقك إليك وأعملهم بطاعتك، لا يغشاهم نوم العيون ولا سهو العقول ولا فترة الأبدان، لم يسكنوا الأصلاب ولم تتضمنهم الأرحام ولم تخلقهم من ماء مهين، أنشأتهم إنشاء‌ً فأسكنتهم سماواتك وأكرمتهم بجوارك وإئتمنتهم على وحيك وجنبتهم الآفات ووقيتهم البليات وطهرتهم من الذنوب ولولا قوتك لم يقووا ولولا تثبيتك لم يثبتوا ولولا رحمتك لم يطيعوا ولولا أنت لم يكونوا، أما أنهم على مكانتهم منك وطواعيتهم إياك ومنزلتهم عندك وقلة غفلتهم عن أمرك لو عاينوا ما خفي عنهم منك لاحتقروا أعمالهم ولأزروا على أنفسهم ولعلموا أنهم لم يعبدوك حق عبادتك سبحانك خالقاً ومعبوداً ما أحسن بلاء‌ك عند خلقك ".