الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ ٱلضُّرِّ عَنْكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً } * { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً } * { وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذٰلِك فِي ٱلْكِتَابِ مَسْطُوراً } * { وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } * { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً }

وعن الصادق عليه السلام مثله إلاّ أنّه قال رأى أنّ رجالاً على المنابر يردّون الناس ضلالاً زريق وزفر.

أقول: وهما كنايتان عن الأوّلين وتيم وعدي جدّاهما قال.

وفي رواية اخرى عنه عليه السلام انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قد رأى رجالاً من نار عل منابر من نار يردّون الناس على اعقابهم القهقرى قال ولسنا نسمّي احداً وفي اخرى انّا لا نسمّي الرجال ولكن رسول الله صلّى الله عليه وآله رأى قوماً على منبره يضلّون الناس بعده عن الصراط القهقرى، وفي رواية اخرى قال رأيت الليلة صبيان بني امية يرقون على منبري هذا فقلت يا ربّ معي فقال لا ولكن بعدك، وفي الكافي عن احدهما عليهما السلام اصبح رسول الله صلّى الله عليه وآله يوماً كئيباً حزيناً فقال له عليّ عليه السلام ما لي اراك يا رسول الله كئيباً حزيناً فقال وكيف لا اكون كذلك وقد رأيت في ليلتي هذه أنّ بني تيم وبني عدي وبني اميّة يصعدون منبري هذا يردّون الناس عن الاسلام القهقرى فقلت يا رب في حياتي أو بعد موتي فقال بعد موتك.

أقول: معنى هذا الخبر مستفيض بين الخاصة العامة الاّ انّ العامة رووا تارة انّه رأى قوماً من بني امّية يرقون منبره وينزون عليه نزو القردة فقال هو حظّهم من الدنيا يعطونه باسلامهم واخرى ان قروداً تصعد منبره وتنزل فساءه ذلك واغتمّ به.

والقمّي قال نزلت لمّا رأى النبيّ صلّى الله عليه وآله في نومه كأنّ قروداً تصعد منبره فساءه ذلك وغمّه غمّاً شديداً فأنزل الله وما جعلنا الرّؤيا الّتي اريناك الاّ فتنة ليعمهوا او الشجرة الملعونة كذا نزلت وهم بنو اميّة، والعيّاشي عن الباقر عليه السلام وما جعلنا الرؤيا التي اريناك الاّ فتنة لهم ليعمهوا فيها والشجرة الملعونة في القرآن يعني بني اميّة ومضمراً انّه سئل عن هذه الآية فقال انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله نام فرأى ان بني اميّة يصعدون منبره يصدّون الناس كلّما صعد منهم رجل رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله الذلّة والمسكنة فاستيقظ جزوعاً من ذلك فكان الذين رآهم اثني عشر رجلاً من بني اميّة فأتاه جبرئيل بهذه الآية ثم قال جبرئيل انّ بني اميّة لا يملكون شيئاً الاّ ملك اهل البيت ضعفيه.

وفي الاحتجاج عن امير المؤمنين عليه السلام في حديث قال انّ معاوية وابنه سيليانها بعد عثمان ثم يليها سبعة من ولد الحكم بن ابي العاص واحداً بعد واحد يكمّله اثني عشر امام ضلالة وهم الذين رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله على منبره يردّون الامّة على ادبارهم القهقرى عشرة منهم من بني اميّة ورجلان اسّسا ذلك لهم وعليهما اوزار هذه الامة الى يوم القيامة وفي مقدمة الصحيفة السجادية عن الصادق عن ابيه عن جدّه ان رسول الله صلّى الله عليه وآله اخذته نعسة وهو على منبره فرأى في منامه رجالاً ينزون على منبره نزو القردة يردّون الناس على اعقابهم القهقرى فاستوى رسول الله صلّى الله عليه وآله جالساً والحزن يعرف وجهه فاتاه جبرئيل بهذه الآية وما جَعَلنَا الرّؤْيا التي اريناك الآية يعني بني اميّة قال يا جبرئيل اعلى عهدي يكونون وفي زمني قال لا ولكن تدور رحى الاسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشراً ثمّ تدور رحى الاسلام على رأس خمس وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمساً ثم لا بدّ من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها ثمّ ملك الفراعنة قال وانزل الله في ذلك انّا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر تملكها بنو اميّة ليس فيها ليلة القدر قال فاطلع الله نبيّه انّ بني اميّة تملك سلطان هذه الامة وملكها طول هذه المدة فلو طاولتهم الجبال لطالوا عليها حتى يأذن الله بزوال ملكهم وهم بذلك مستشعرون عداوتنا اهل البيت وبغضنا اخبر الله نبيّه بما يلقى اهل بيت محمد صلّى الله عليه وآله واهل مودّتهم وشيعتهم منهم في ايّامهم وملكهم.

PreviousNext
1 3