الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ }

حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا حفص بن عمر، قال: ثنا الـحكم بن أبـان، عن عكرمة فـي قوله: { إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً } قال: ما لـم يهرق دم مسلـم، وما لـم يستـحل ماله. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فـي قوله: { لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَـٰفِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } إلا مصانعة فـي الدنـيا ومخالقة. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع فـي قوله: { لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَـٰفِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } إلـى: { إِلا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً } قال: قال أبو العالـية: التقـية بـاللسان ولـيس بـالعمل. حدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ قال: أخبرنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: { إِلا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً } قال: التقـية بـاللسان مَنْ حُمِلَ علـى أمر يتكلـم به وهو لله معصية، فتكلـم مخافة علـى نفسه، وقلبه مطمئنّ بـالإيـمان، فلا إثم علـيه، إنـما التقـية بـاللسان. حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس فـي قوله: { إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً } فـالتقـية بـاللسان: من حمل علـى أمر يتكلـم به وهو معصية لله فـيتكلـم به مخافة الناس وقلبه مطمئنّ بـالإيـمان، فإن ذلك لا يضرّه، إنـما التقـية بـاللسان. وقال آخرون: معنى: { إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً } إلا أن يكون بـينك وبـينه قرابة. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: { لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَـٰفِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِلا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً } نهى الله الـمؤمنين أن يوادّوا الكفـار أو يتولوهم دون المؤمنين، وقال الله: { إِلا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً } الرحم من المشركين من غير أن يتولوهم فـي دينهم، إلا أن يصل رحماً له فـي المشركين. حدثنا الـحسن بن يحيـى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة فـي قوله: { لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَـٰفِرِينَ أَوْلِيَاء } قال: لا يحلّ لـمؤمن أن يتـخذ كافراً ولـياً فـي دينه، وقوله: { إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً } قال: أن يكون بـينك وبـينه قرابة، فتصله لذلك. حدثنـي مـحمد بن سنان، قال: ثنا أبو بكر الـحنفـي، قال: ثنا عبـاد بن منصور، عن الـحسن فـي قوله: { إِلا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً } قال: صاحبهم فـي الدنـيا معروفـاً الرحم وغيره، فأما فـي الدين فلا. وهذا الذي قاله قتادة تأويـل له وجه، ولـيس بـالوجه الذي يدلّ علـيه ظاهر الآية: إلا أن تتقوا من الكافرين تقاة.

PreviousNext
1 3