الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ } * { قُمِ ٱلَّيلَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { نِّصْفَهُ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً } * { أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }

{ يا أيها المزمّل } أي: المتلفف في غواشي البدن وملابسه { قُمْ } من نوم الغفلة سائراً في سبيل الله، سالكاً مسالك بيداء النفس ومراحل مفازة القلب إلى الله، ليل مقام النفس واستيلاء الطبع { إلاّ قليلاً } بحكم الضرورة للاستراحة والأكل والشرب ومصالح البدن ومهماته التي لا يمكن التعيّش بدونها وذلك هو نصفه، أي: نصف كونه في مقام الطبيعة من الزمان بأسره ليكون الربع من الدورة التامة التي هي أربع وعشرون ساعة للاستراحة والربع لضروريات البدن { أو انقص منه قليلاً } إن كنت من الأقوياء حتى يبقى الثلث فيكون السدس للاستراحة والسدس لضروريات المعاش. { أو زد عليه } قليلاً إن كنت من الضعفاء حتى يصير إلى الثلثين فيكون الثلث للاستراحة والثلث للضروريات والثلث للاشتغال بالله والسير في طريقه. { ورتِّل القرآن } أي: فصل ما في فطرتك من المعاني والحقائق مجموعة، وفي استعدادك مكنونة بإظهارها وإبرازها بالتزكية والتصفية.