الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

بسم الله الرحمن الرحيم { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ } من قدم المشدد اللازم الذي بمعنى تقدم كوجه وبين { الَّذِينَ } بمعنى توجه وتبين كما يدل له قراءة يعقوب { تُقَدِّمُواْ } بفتح التاء والقاف والدال أصله تتقدموا بتائين في قراءة يعقوب وابن عباس والضحاك حذفت احداهما ويدل له قراءة بعض بفتح التاء واسكان القاف وضم الدال من القدوم اي لا تقدموا الى امر من أمور الدين قبل الله ورسوله ولا مفعول له او من قدم المشدد المتعدي فمفعوله اما محذوف للتعميم وما ملغي لم يتعلق الغرض بذكره وغير مقصود حتى ان الفعل لازم او منزل منزلته ويتوجه النهي الى نفس التقدمة كأنه قيل لا تخالطوا التقدمة وكونه من المتعدي بوجهيه المذكورين اولي لبلاغته بلاغة شديدة وقد يقال المعنى على اللزوم كذلك لأن معموله محذوف اي لا تقدموا الى امر من الأمور من فعل أو قول و { يَدَي اللهِ وَرَسُولِهِ } كناية وتمثيل ولا يد لله حقيقة ولرسوله يد ان لم ترد احداهما تقول جلست بين يدي فلان تريد قدامه قريبا منه بين الجهتين المقابلتين ليديه فتسمي الجهتين باسم ما قربتا منه وهو اليدان وتقول جلست بين يديه ولو لم يكن له يدان وذلك تصوير لشناعة من يتقدم الى شيء قبل ان يأذن الله به ورسوله وذلك من عدم احترامهما ومن الاجتراء عليهما وتعظيم النفس عندهما وذلك في أمور الدين ونحوهما وشامل للنهي عن ان يمشي ماش بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن ان يفتتح بالكلام قبله وعن السبق بالجواب عند السؤال وعن جابر بن عبدالله والحسن انه في الذبح يوم الأضحى قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو انما يذبح بعد الصلاة فامرهم باعادة الذبح وهكذا كل من ذبح قبل الصلاة وهذا مذهب أبي حنيفة الى ان تزول الشمس وقال الشافعي يجوز اذا مضى من الوقت مقدار الصلاة وعن البراء بن عازب عنه صلى الله عليه وسلم " أول ما نبدا به يومنا هذا ان نصلي ثم نرجع فنخرج فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل ان يصلي فانما هو لحم عجله لأهله ليس من النسك " قال ذلك في خطبته صلى الله عليه وسلم وعن البراء ان خاله ضحى لابن له قبل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقال انها لا تجزي عن احد بعدك وقيل انه في النهي عن صوم يوم الشك قال مسروق دخلت عائشة فيه فقالت للجارية اسقيه عسلا فقلت اني صائم فقالت قد نهى الله عن صوم هذا اليوم اي لا تصوموا قبل نبيكم وعن عمار من صامه فقد عصى ابا القاسم وعن الحسن لما استقر بالمدينة أتته الوفود من الآفاق فاكثروا سؤاله وقال عبدالله بن الزبير قدم وفد تميم اليه صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر أمر القعقاع بن معبد وقال عمر أمر الأقرع بن حابس فقال أبو بكر انما أردت خلافي فقال عمر لا وتنازعا فنزلت وقال قتادة نزلت في ناس يقولون لو انزل الله كذا وقيل بعث صلى الله عليه وسلم سبعة وعشرين رجلا عليهم المنذر بن عمرو الساعدي الى بني عامر فقتلوهم الا ثلاثة تأخروا عنهم فسلموا، وانكفأوا الى المدينة، فلقوا رجلين من بني سليم، فسألوهما عن نسبهما، فقالا من بني عامر لانهم أعز من بني سليم، فقتلوهما وسلبوهما، فجاء نفر من بني سليم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا ان بيننا وبينك عهداً، وقد قتل منا رجلان فودهما النبي صلى الله عليه وسلم بمائة بعير ونزلت الآية في قتل الرجلين.

السابقالتالي
2