الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ }

بسم الله الرحمن الرحيم { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } الإستفهام تقرير أو إنكار لعدم الشرح أي قد فتحنا صدرك عن المهدي والمعرفة بإذهاب الشواغل التي تصد عن إدراك الحق ووسعناه بالإيمان والعلم والحكمة والقرآن وأنزلنا عنه ضيق الجهل وصبرناك على أذى الكفار وسهلنا لك تلقي الوحي بعدما كان يشق عليك وقيل الشرح الشق وذلك أنه كان صلى الله عليه وسلم عند البيت بين النائم واليقضان إذ سمعت قائلا أحد الرجلين أهو هو قال الآخر هو فأناني القائل فشق نحري الى عاتقي واستخرج قلبي ثم أتاى بطست من ذهب فيه ماء زمزم فغسل قلبي ثم كبر وقال حشى إيمانا وحكمة ثم اعبد كما هو. وعن أنس أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فضربه فشق قلبه واستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك والمراد ما تقدم تفسيره، أو هذا ما نال منك الشيطان من أشياء ينبغي تركها ولكن لا ذنب فيها ولا سيما هو غير بالغ ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم أعاده كما كان وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني حليمة وقالوا إن محمدا قتل فاستقبلوه وهو منقع اللون وكنت أرى أثر المخيط في صدره قالت حليمة لما فصلته قدمنا به إلى أمه ونحن أحرص شيء على مكثه فينا بما نرى من البركة فكلمنا أمه وقلنا لو تركته عندنا حتى يغلظ فإنا نخشى عليه وباء مكة ولم نزل بها حتى رددناه معنا فوالله إنه لبعد مقدمنا بشهرين أو ثلاثة مع أخيه من الرضاعة لفى بهم لنا خلف بيوتنا جاء أخوه يشتد فقال ذاك أخي القرشي وقد جاءه رجلان عليهما ثياب بيض وأضجعاه وشقا بطنه فخرجت أنا وأبوه نشتد نحوه فنجده قائما منقعا لونه فاعتنقه أبوه فقال أي بني ما شأنك قال جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فضجعاني فشقا بطني ثم استخرجا منه شيئا فطرحاه ثم رداه كما كان فرجعنا به لبيتنا، وأقول لعل الثياب للتأنس وإلا فالملائكة أجسام نورانية لا تحتاج إلى سترة فقال أبوه تعني زوجها يا حليمة لقد خشيت أن يكون ابني قد أصيب أي أصابه الجن فانطلقي نرده إلى أهله قبل أن يظهر ما به نتخوف فاحتملناه إلى أمه فقالت لماذا وقد كنتما حريصين عليه كنا نخشى عليه الأحداث فقالت ما ذاك بكما فاصدقاني شأنكما فلم تدعنا حتى أخبرناهما قالت أخشيتما عليه الشيطان كلا والله ما للشيطان عليه سبيل وإنه لكائن لإبني هذا شأن. وعنه صلى الله عليه وسلم مسترجعا في بني ليث بن بكر " فبينما أنا ذات يوم في بطن واد مع أقراب لي من الصبيان إذا أنا برهط ثلاثة معهم طست من ذهب ملئ ثلجا فأخذوني من بين أصحابي وانطلق الصبيان هرابا مسرعين إلى الحي فعمد أحدهم فاضجعني علي الأرض اضجاعا لطيفا ثم شق ما بين مفرق صدري إلى منتهى عانتي وأنا أنظر إليهم لم أجد لذلك مسا ثم أخرج أحشاء بطني ثم غسلها بداك الثلج فأنعم غسلها ثم أعادها مكانها ثم قام الثاني فقال لصاحبه تنح ثم أدخل يده في جوفي وأخرج قلبي وأنا أنظر إليه فصدعه ثم أخرج منه مضغة سوداء فرمى بها ثم قال بيده يمنة ويسرة كأنه يتناول شيئا فإذا بخاتم في يده من نور إيحار الناظر دونه فختم به قلبي فامتلأ نورا وذلك نور النبوة والحكمة ثم أعاده مكانه فوجدت برد ذلك الخات في قلبي دهرا ثم قال الثالث لصاحبه تنح فأمر يده بيم مفرق صدري إلى منتهى عانتي فألتأم ذلك الشق بإذن الله ثم أخذ بيدي فأنهضني عن مكاني إنها ضالطيف ثم قال للأول زنه بعشرة من أمته فوزنوني بهم فرجحتهم فلما قال زنة بمائة من أمته فرجح ثم قال زنه بألف فرجحتهم فقال دعوهم فلو وزنتموه بأمته كلها لرجحهم ثم ضموني إلى صدورهم وقبلوا رأسي وما بين عيني ثم قالوا يا حبيبي أنك لو تدري ما يراد بك من الخير لقرة عيناك "

السابقالتالي
2