الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ مِثْلِهِ فَآمَنَ وَٱسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ }

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ } وذلك " أن خمسين رجلاً من اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عبدالله بن سلاّم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لليهود: " ألستم تعلمون أن عبدالله بن سلام سيدكم وأعلمكم؟ " قالوا: بلى ومنه نقتبس، وإنا لا نؤمن بك حتى يتبعك عبدالله بن سلام، وعبدالله بن سلام يسمع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أرأيتم إن اتبعني عبدالله بن سلام وآمن بي أفتؤمنون بي؟ " فقال بعضهم: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فمن أعلمكم بعد عبدالله بن سلام " ، فأتاه، فقال: " أنت أعلم اليهود " ، فقال عبدالله: أعلم مني، قال: " فمن أعلم اليهود بعد عبدالله؟ " فسكت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أنت أعلم اليهود بعد عبدالله " ، قال: كذلك يزعمون، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فإنى أدعوكم إلى الله وإلى عبادته ودينه " ، قالوا: لن نتبعك وندع دين موسى، فخرج عبدالله بن سلام من الستر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هذا عبدا لله قد آمن بي " ، فجادلهم عبدالله بن سلام ملياً، فجعل يخبرهم ببعث النبي صلى الله عليه وسلم وصفته في التوراة، فقال ابن صوريا: إن عبدالله بن سلام شيخ كبير قد ذهب عقله ما يتكلم إلا بما يجىء على لسانه، فذلك قوله: { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ }.

{ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } يعني عبدالله بن سلاّم { عَلَىٰ مِثْلِهِ } يعني على مثل ما شهد عليه يامين بن يامين، كان أسلم قبل عبدالله بن سلام وكان يامين من بنى إسرائيل من أهل التوراة { فَآمَنَ } بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: فأمن { وَٱسْتَكْبَرْتُمْ } يقول صدق ابن سلام بالنبي صلى الله عليه وسلم واستكبرتم أنتم عن الهدى عن الإيمان يعني اليهود { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } [آية: 10] يعني اليهود إلى الحجة مثلها في برءاة.