الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

قوله تعالى: { وَمَا جَعَلَهُ }: الهاء تعود على الإِمداد أي: وما جعل اللهُ الإِمدادَ. ثم هذا الإِمدادُ يحتمل أن يكون المنسبكَ من قولهأَنِّي مُمِدُّكُمْ } [الأنفال: 9]، إذ المعنى: فاستجاب بإمدادكم. ويحتمل أن يكون مدلولاً عليه بقوله " مُمِدُّكم " كما دلَّ عليه فِعْلُه في قوله:ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ } [المائدة: 8]. وهذا الثاني أَوْلى لأنه مُتَأَتٍّ على قراءة الفتح والكسر في " إني " بخلاف الأول فإنه لا يتجه عَوْدُه على الإِمداد على قراءة الكسر إلا بتأويلٍ ذكره الزمخشري وهو أنه مفعولُ القول المضمر فهو في معنى القول. وقيل يعود على المَدَد قاله الزجاج. قال الواحدي: " وهذا أَوْلَى لأنَّ بالإِمداد بالملائكة كانت البشرى ". وقال الفراء: " إنه يعودُ على الإِرداف المدلول عليه بمردفين ". وقيل: يعودُ على الألف. وقيل: على الوعد المدلول عليه بـيَعِدُكُمُ } [الأنفال: 7]. وقيل: على جبريل أو على الاستجابة، لأنها مؤنث مجازي، أو على الإِخبار بالإِمداد. وهي كلُّها محتملة وأرجحها الأولُ، والجَعْل هنا تصييرٌ.