الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَقُولُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ }

{ يَقُولُ الإِنسانُ } الكافر. { يَوْمَئِذٍ } إِذ تقع هذه الأُمور أو إِذ وقعت وكأَنها وقعت لتحقق الوقوع. { أيْنَ الْمَفَرُّ } أين الفرار فى أى موضع هو نلتحق به فنحصله لأَنه لم يقل إِلى أين المفر والاستفهام للنفى أى لا فرار أو هو حقيقى لدهشه فهو يطلب الفرار، وقرأ الحسن ابن على من آل البيت بكسر الفاء على أنه اسم مكان على القياس أى اين موضع الفرار على معنى أى مكان يجاوره موضع الفرار أو مصدر ميمى شذوذا كالمرجع بمعنى الرجوع وذلك اليوم يوم القيامة عند الجمهور وهو المنصور، وعن مجاهد برق البصر عند الاحتضار وخسف القمر وجمع الشمس والقمر يوم القيامة كقولك إِذا أحسنت اليوم إِلى زيد وجاء أبوه غداً أكرمك، ويجوز أن يكون الكل عند الاحتضار فالخسوف ذهاب ضوء البصر والقمر مستعار للصبر وجمع الشمس والقمر استتباع الروح حاسة البصر كما جاء الحديث بأَن عين المحتضر تتبع الروح وتنظر إِليه حال الخروج والشمس استعارة للروح وذلك كما أن نور القمر من الشمس على الصحيح أو الخسوف ذهاب نور بصره وجمع الشمس والقمر وصول الروح إِلى الأَرواح القدسية المنزهة عن النقائص التى كانت الروح تقيس منها العقل التى هى أرواح الملائكة فالقمر الروح والشمس مكان لحظيرة القدس والملائكة الأَعلون وإِن لم يعجبك هذا فاضرب به وجوه الصوفية الخارجة عن طريق الجنيد قبحهم الله عز وجل.