الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ ٱنْظُرْنَا وَٱسْمَعُواْ وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

قوله: { لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا }. أي: خلافاً.

وقيل: معناه أرعنا سمعك، أي: اسمع منا ونسمع منك.

قال الضحاك: " كان الرجل من المشركين يقول: " أرعني سمعك " ".

قال قتادة: " هي كلمة كانت اليهود تقولها على الاستهزاء، فنهى الله المؤمنين أن يقولوا كقولهم ".

وقيل: إنها لغة كانت في الأنصار فنهوا عن قولها تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم وتبجيلاً له، لأن معناها: " أرعنا نرعك " ، فكأنهم لا يرعونه حتى يرعاهم، بل يرعى صلى الله عليه وسلم على كل حال. ولا يعرف أهل اللغة: " راعيت " بمعنى " خالفت " كما روى مجاهد.

وقرأ الحسن " راعنا " من " الرعونة " منوناً ونصبها على المصدر: كأنه قال: رُعُونة. وقيل: بالقول انتصبت.

وقرأ الأعمش: " أنظِرنا - بقطع الألف وكسر الظاء - أي: أخرنا، وذلك بعيد لأنهم لم يؤمروا بالتأخير /، إنما أمروا بالقرب منه والتلطف في الخطاب.

وقيل: معنى قراءة الأعمش: أمهلنا.

وقوله: { وَٱسْمَعُواْ } أي: واستمعوا ما يقال لكم، وَعُوه.