الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً }

قوله: { فَيَذَرُهَا }: في هذا الضميرِ قولان، أحدهما: أنه ضميرُ الأرضَ أُضْمِرَتْ للدلالةِ عليها؟ والثاني: ضمير الجبال، وذلك على حَذْفِ مضاف أي: فَيَذَرُ مراكزَها ومَقارَّها. و " نَذَرُ " يجوز أن يكونَ بمعنى يُخَلِّيها، فيكونَ " قاعاً " حالاً، وأن يكونَ بمعنى يترك التصييريةِ فيتعدَّى لاثنين فـ " قاعاً " ثانيهما.

وفي " القاع " أقوالٌ, فقيل: هو مستنقعُ الماء/ ولا يليقُ معناه هنا. والثاني: أنه المنكشِفُ من الأرض. قاله مكي. الثالث: أنَّه المكانُ المستوي ومنه قول ضرار بن الخطاب:
3318ـ لَتَكُوْنَنَّ بالبطاحِ قُرَيْشٌ     فَقْعَةَ القاع في أَكُفِّ الإِماءِ
الرابع: أنه الأرضُ التي لا نباتَ فيها ولا بناءَ.

والصَّفْصَفُ: الأرض المَلْساء. وقيل: المستوية، فهما قريبان من المترادِفِ. وجمعُ القاعِ: أقْوع وأَقْواع وقِيْعان.