الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ ٱلْحُسْنَىٰ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }

{ والَّذينَ } بدل من آخرون، أو خبر لمحذوف، أو مفعول لمحذوف، أى هم أو أعنى، وهذا على أن أهل مسجد الضرار هم المرجون، وإما على أنهم غيرهم فالذين مبتدأ خبره لا تقم فيه، أو منصوب على الاشتغال، ويقدر محذوف، أى لا تقم فى مسجدهم، فلما أعيد الضمير إلى المسجد المضاف إليهم سقط ضميرهم، لأن الضمير لا يضاف، أو مسجد الذين، فالحذف من الأول أو الآخر، وذلك قول الكسائى، وقال النحاس الخبر لا يزال بنيانهم، وفيه بعد، وذكر بعض أنه أفصح، وقال المهدوى الخبر محذوف أى معذبون أو مهلكون، أو من المنافقين، وذلك قراءة نافع، وابن عامر، وأبى جعفر، وشيبة وغيرهم، وقرأ غيرهم بالواو عطفا على آخرون، أو على الابتداء والخبر ما ذكرنا وجهة، أو يقدر لمن وصفنا الذين، أو منصوب على الاشتغال على ما مر، أو مفعول لازم محذوفا. { اتَّخذُوا مسْجداً ضِراراً } مفعول لأجله مصدر ضار بالتشديد أو بنوه مضارة للمؤمنين، والنبى صلى الله عليه وسلم، وليست المفاعلة على بالها { وكُفْراً } منهم، أو تقوية للنفاق والشرك، { وتَفْريقا بَيْن المؤمِنينَ } الذين يجتمعون فى مسجد قباء، أرادوا تفريقهم باختلاف الكلمة، وبالصرف إلى مسجدهم { وإرْصاداً } ترقبا، وأجيز تلك المصادر أحوالا مبالغة، أو بتقدير مضاف، أو بالتأويل بالوصف. { لمَنْ حَاربَ } وقرأ الأعمش للذين حاربُوا { اللهَ ورسُولَه } وهو أبو عامر لراهب لعنه الله، وهو والد حنظلة غسيل الملائكة، ولقب عبد عمر، وكانت أمه من الروم، وكان يتعبد فى الجاهلية، ولبس المسموح وترهب وتنصر، فسمى راهبا، وكان سيدا فى قومه، وقريبا من عبد الله بن أبى بن سلول، ترقبوه أن يأتى من الشام فيصلى فيه، وترقبوه أن يتقوى بالاجتماع فيه { مِنْ قَبلُ } متعلق بحارب، أى من قبل اتخاذ المسجد. " قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد لا أجد قوما يقاتلونك إلا قاتلتك معهم، ولم يزل يقاتل إلى يوم حنين فانهزم مع هوازن، وهرب إلى الشام ليأتى من قيصر بجنود يحارب بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يجمع الجيوش يوم الأحزاب، وانهزم وخرج إلى الشام لذلك، ولما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال له ما هذا الدين الذى جئت به؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " جئت بالحنيفية دين إبراهيم " قال فأنا عليها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنك لست عليها " فقال بلا ولكنك أدخلت فى الحنيفية ما ليس فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما فعلت، ولكن جئت بها بيضاء تقية " فقال أمات الله الكاذب منَّا طريدا وحيدا غريبا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " آمين " وسماه الناس أبا عامر الكذاب، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عامر الفاسق. ولما ذهب إلى الشام ليأتى بالروم، وقد أرسل إلى المنافقين أن استعدوا ما استطعتم من قوة وسلاح، وابنوا مسجدا، فإنى ذاهب إلى قيصر لآتى بجند من الروم، فأخرج محمد وأصحابه، فبنوه. مات بقنسرين بكسر القاف وفتح النون وكسرها مشددة بلدة بالشام طريدا وحيدا غريبا ".

السابقالتالي
2 3