الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ ءَاذَنتُكُمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ وَإِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ }

قوله تعالى { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ }. قوله { فَإِن تَوَلَّوْاْ } أي أعرضوا وصدوا عما تدعوهم إليه { فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ } أي أعلمتكم أني حرب لكم كما أنكم حرب لي، بريء منكم كما أنتم برآء مني. وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية أشارت إليه آيات أخر، كقولهوَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَٱنْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ } الأنفال 58 أي ليكن علمك وعلمهم بنبذ العهود على السواء. وقوله تعالىوَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيۤئُونَ مِمَّآ أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } يونس 41. وقوله { آذَنتُكُمْ } الأذان الإعلام. ومنه الأذان الصلاة. وقوله تعالىوَأَذَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ } التوبة 3 الآية، أي إعلام منه، قولهفَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ ٱللَّهِ } البقرة 279 الآية، أي اعلموا. ومنه قول الحرث بن حلزة
آذنتنا ببينها أسماء رب ثاو يمل منه الثواء   
يعني أعلمتنا ببينها.