الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ }

قوله تعالى { مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ } ذكر الله روية فواده عليه الصلاة ولم يذكر العين لان روية العين ستر بينه وبين حبيبه ولم يذكر ذلك غيرةً عليها لان رؤية الفؤاد عام ورؤية البصر خاص اراه جماله عيانا فرأه ببصره الذى كان مكحولا بنور ذاته وصفاته وبقى فى رؤيته بالعيان ما شاء الله كان فصار جسمه بجميعه ابصار رحمانية فراى الحق بجميعنا فوصلت الرؤية الى فؤاد فراى فواده جمال الحق وراى ما راى عينه ولم يكن بين ما رأى بعينه وبين ما رأى بفواده فرق فازال الحق الايهام وكشف العيان بقوله ما كذب الفواد ما راى حتى لا يظن الظان ان ما ارى الفواد ليس كما راى بصره اى صدق قلبه فيما رآه من لقائه الذى راى بصره بالظاهر اذ كان باطن حبيبه صلى الله عليه وسلم هناك ظاهراً و ظاهره باطنا رأه بجميع شعراته وذرات وجوده وليس فى رؤية الحق حجاب للعاشق الصادق بانه يغيب عن الرؤية شئ من وجوده فبالغ الحق سبحانه فى كمال رؤية حبيبه صلى الله عليه وسلم ولذلك قال عليه الصلاة والسلام " رايت ربى بعينى وبقلبى " رواه مسلم بن الحجاج فى صحيحه قال سهل ما كذب الفواد ما راى البصر وقال هو فى مشاهدة ربه كفاحاً يبصره بقلبه قال ابن عطا ما اعتقد القلب خلاف ما رأه العين وقال ليس كل من راى مكن فواده من إداركه اذ العيان قد يظهر فيضرب السر عن حمل الوارد عليه والرسول صلى الله عليه وسلم محمول فيها من فواده وعقله وجسمه ونظره وهذا يدل على صدق طويته وحمله فيما شوهد به ثم اكد الله تحقيق رؤية نبيه صلى الله عليه وسلم ووبخ منكريها.