الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ ٱلأَرْذَلُونَ }

الأَرْذَلُونَ: جمع أرذل، وهو الرديء من الشيء، ورُذَال الفاكهة: المعطوب منها وما نسميه نقاضة والاستفهام هنا للتعجب: كيف نؤمن لك ونحن السادة، والمؤمنون بك هم الأرذلون؟ يقصدون الفقراء وأصحاب الحِرَف والذين لا يُؤْبَه بهم، وهؤلاء عادة هم جنود الرسالة لأنهم هم المطحونون من المجتمع الفاسد، وطبيعي أن يتلقفوا مَنْ يعدل ميزان المجتمع. وفي آية أخرى:مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ ٱتَّبَعَكَ إِلاَّ ٱلَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا.. } [هود: 27]. وقولهم: { أَنُؤْمِنُ لَكَ.. } [الشعراء: 111] دليل على عدم فهمهم لحقيقة الإيمان لأنه لم يقُلْ لهم: آمنوا بي، إنما آمنوا بالله. أو: أن المعنى { أَنُؤْمِنُ لَكَ.. } [الشعراء: 111] أي: نُصدِّقك فمن معاني آمن أي: صدَّق، كما في قوله تعالى:فَمَآ آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ.. } [يونس: 83] أي: صَدَّق به، وآمن تكون بمعنى صَدَّق إذا جاءت بعدها اللام، فإنْ جاء بعدها الباء فهي بمعنى الإيمان.