الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً سُبْحَـٰنَهُ بَل لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ }

ثم قال: { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً }.

أي: وقال الذين منعوا الذكر في مساجد الله وسعوا في خرابها: اتخذ الله ولداً.

{ سُبْحَـٰنَهُ }: أي: براءة له من ذلك وتنزيهاً له.

قال أبو إسحاق: " يريد به النصارى واليهود والمشركين من العرب، لأنهم قالوا: الملائكة بنات الله، وقالت اليهود: عزير ابن الله، وقالت النصارى: المسيح ابن الله ".

وروي عن ابن عباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قَال اللهُ تَعَالَى: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ. وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ. أَمّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَيَزْعُمُ أَنِّي لاَ أَقْدِرُ أَنْ أُعِيدَهُ كَمَا كَانَ. وَأَمّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ لِي وَلَدٌ، [فَسُبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ] وَلَداً ".

قوله: { كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ }. أي: مطيعون.

وقيل: مطيعون يوم القيامة.

وقيل: مقرون بالعبودية.

وقال الفراء: " هو خصوص يراد به أهل الطاعة ".

وأصل القنوت في اللغة الطاعة، والقنوت القيام الطويل.

وقال الحسن: " يعني اليهود والنصارى ومشركي العرب؛ كل [له قائم] بالشهادة بأنه عبد له ".

قال يحيى: " إنما خص الحسنُ اليهود والنصارى ومشركي العرب، لأنهم هم الذين كانوا بحضرة النبي [عليه السلام] يومئذ ".

وقال في آية أخرى:وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } [الزخرف: 87]. من تفسير ابن سلام. قوله:بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } [البقرة: 117].أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ } [الأنعام: 101].

أي: كيف يكون له ولد وهو خلق السماوات والأرض بمن فيهما وابتدعهما من غير مثال.

والمبدع المخترع للشيء، وبديع /: بمعنى مبدع.