قوله: { قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ }. من قرأ بالتاء فعلى الخطاب لهم لقوله: { قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ } كأنه قال: [قل] يا محمد للذين (يتبعون) ما تشابه من القرآن ابتغاء الفتنة: { سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ } يعني اليهود، فهم المغلوبون. ومن قرأ بالياء فعلى معنى، قل لليهود سيغلب المشركون. فمن قرأ بالتاء كان المعنى: إن الله أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم هذا القول بعينه. [ومن قرأ بالياء فالمعنى: إن الله أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول لغيرهم هذا القول وهم اليهود. واحتج] من قرأ بالتاء أن النبي عليه السلام جمع يهود بعد وقعة بدر، فقال لهم: أسلموا قبل أن يصيبكم مثلما أصاب قريشاً يوم بدر، فأبوا، وقالوا: لا تغرنك نفسك أنك قاتلت قريشاً وكانوا أغماراً لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت ما نحن عليه فأنزل الله [تعالى] { قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ } إلى قوله { ٱلأَبْصَارِ }. وحجة من قرأ بالياء ما روي أن اليهود تضعضعوا، وخافوا مثل يوم بدر وقالوا: هذا لا تزيح له راية فقال بعضهم لا تعجلوا بتصديقه حتى تكون وقعة أخرى فلما نكب المسلمون يوم أحد كذبت اليهود وفرحت فأنزل الله: قل يا محمد لليهود سيغلب المشركون ويحشرون إلى جهنم