الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَآءَكَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ }

قوله تعالى: { وَكُـلاًّ نَّقُصُّ }: في نصبه أوجه، أحدها: أنه مفعولٌ به والمضاف إليه محذوفٌ، عُوِّض منه التنوين، تقديره: وكل نبأ نَقُصُّ عليك. و " مِنْ أنباء " بيانٌ له أو صفة إذا قُدِّر المضاف إليه نكرة. وقوله: " ما نُثَبِّتُ " يجوز أن يكونَ بدلاً من " كلاً " ، وأن يكونَ خبرَ مبتدأ مضمر، أي: هو ما نثبِّت، أو منصوبٌ بإضمار أعني.

الثاني: أنه منصوبٌ على المصدرِ، أي: كلَّ اقتصاصٍ نَقُصُّ، و " مِنْ أنباء " صفةٌ أو بيان، و " ما نُثَبِّت " هو مفعول " نَقُصُّ ".

الثالث: كما تقدَّم، إلا أنه بجَعْل " ما " صلةً، والتقدير: " وكلاً نَقُصُّ من أنباء الرسل نُثَبِّت به فؤادك، كذا أعربه الشيخ وقال: كهي في قوله:قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } [الأعراف: 3].

الرابع: أن يكون " كلاً " نصباً على الحال من " ما نُثَبِّت " وهي في معنى جميعاً. وقيل: بل هي حال من الضمير في " به ". وقيل: بل هي حال من " أنباء " ، وهذان الوجهان إنما يجوزان عند الأخفش، فإنه يُجيز تقديم حالِ المجرورِ بالحرف عليه، كقوله تعالىٰ: { وَٱلسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٍ بِيَمِينِهِ } [الزمر: 67] في قراءةِ مَنْ نصب " مَطْويات " وقول الآخر:
2732 ـ رَهْطُ ابنِ كُوْزٍ مُحْقبي أَدْراعهم   فيهم ورَهْطُ ربيعةَ بنِ حُذار
وإعراب باقي السورة واضح ممَّا تقدم.