الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ }

{ وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ } ، يعنى بذلك كل مسألة فى القرآن مما سأل إبراهيم من قوله:رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَداً آمِناً وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ } [البقرة: 126]، ومن قوله:رَبَّنَا وَٱجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } [البقرة: 128]، وحين قال:رَبَّنَا وَٱبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ } [البقرة: 129]، وحين قال لقومه حين حاجوه:إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } [الأنعام: 78].

وحين قال:إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ حَنِيفاً } [الأنعام: 79]، وحين ألقى فى النار، وحين أراد ذبح ابنه، وحين قال:رَبِّ هَبْ لِي مِنَ ٱلصَّالِحِينِ } [الصافات: 100]، وحين سأل الولد، وحين قال:وَٱجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلأَصْنَامَ } [إبراهيم: 35]، وحين قال:فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِيۤ إِلَيْهِمْ } [إبراهيم: 37]، وحين قال:رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } [البقرة: 127]، وما كان نحو هذا فى القرآن، وما سأل إبراهيم فاستجاب له، { فَأَتَمَّهُنَّ } ، ثم زاده الله مما لم يكن فى مسألته، { قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً } فى الدين يقتدى بسنتك، { قَالَ } إبراهيم: يا رب، { وَمِن ذُرِّيَّتِي } فاجعلهم أئمة، { قَالَ } الله: إن فى ذريتك الظلمة، يعني اليهود والنصارى، { لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ } [آية: 124]، يعنى المشركين من ذريتك، قال: لا ينال طاعتى الظلمة من ذريتك، ولا أجعلهم أئمة، أنحلها أوليائى وأجنبها أعدائى.