الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ }

{ ادع } الناس يا افضل الرسل من سبيل الشيطان { الى سبيل ربك } وهو الاسلام الموصل الى الجنة والزلفى. قال حضرة الشيخ العطار قدس سره
نورا او جون اصل موجودات بود ذات او جون معطى هرذات بود واجب آمد دعوة هر دوجهانش دعوت ذرات بيدا ونهانش   
واعلم ان كل عين من الاعيان الموجودة مستند الى اسم من الاسماء الالهية واصل من طريق ذلك الاسم الى الله الذى له احدية جميع الاسماء. لا يقال فما فائدة الدعوة حينئذ. لانا نقول الدعوة من المضل الى الهادى ومن الجائر الى العدل { بالحكمة } بالحجة القطعية المفيدة للعقائد الحقة المزيحة لشبهة من دعى اليها فهى لدعوة خواص الامة الطالبين للحقائق { والموعظة الحسنة } اى الدلائل الاقناعية والحكايات النافعة فهى لدعوة عوامهم. يقال وعظه يعظه وعظا وعظة وموعظة ذكره ما يلين قلبه من الثواب والعقاب فاتعظ كما فى القاموس { وجادلهم بالتى هى احسن } اى ناظر معانديهم بالطريقة التى هى احسن طرق المناظرة والمجادلة من الرفق واللين واختيار الوجه الايسر واستعمال المقدمات المشهورة تسكينا لشغبهم واطفاء للهبهم كما فعله الخليل عليه السلام. والآية دليل على ان المناظرة والمجادلة فى العلم جائزة اذا قصد بها اظهار الحق. قال الشيخ السمرقندى فى تفسيره فى هذه الآية تنبيه على المدعو الى الحق فرق ثلاث. فان المدعو الى الله بالحكمة قوم وهم الخواص. وبالموعظة قوم وهم العوام. وبالمجادلة قوم وهم اهل الجدال وهم طائفة ذووا كياسة تميزوا بها عن العوام ولكنها ناقصة مدنسة بصفات رديئة من خبث وعناد وتعصب ولجاج وتقليد ضال تمنعهم عن ادراك الحق وتهلكهم فان الكياسة الناقصة شر من البلاهة بكثير الم تسمع ان اكثر اهل الجنة البله فليستعمل كل منها مع يناسبها فانه لو استعمل الحكمة للعوام لم يفد شيئا حيث لم يفهموها لسوء بلادتهم وعدم فطنتهم
نكته كفتن بيش كزفهمان زحكمت بى كمان جوهرى جنداز جواهر ريختن بيش خراست   
وفى المثنوى
كى توان باشيعه كفتن از عمر كى توان بربط زدن دربيش كر   
وان استعمل الجدال مع اهل الحكمة تنفرو منه تنفر الرجل من الارضاع بلبن الطفل. وفى التأويلات النجمية قوله { ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } اشارة الى ان دعاء العوام الى سبيل ربك وهو الجنة بالحكمة وهو الخوف والرجاء لانهم يدعون ربهم خوفا من النار وطمعا فى الجنة والموعظة الحسنة هى الرفق والمداراة ولين الكلام والتعريض دون التصريح وفى الخلا دون الملا فان النصح على الملا تقريع
كر نصيحت كنى بخلوت كن كه جزا اين شيوه نصيحت نيست هر نصيحت كه بر ملا باشد آن نصيحت بجز فضيحت نيست   
ودعاء الخواص الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وهى ان تحبب الله اليهم وتوفر دواعيهم فى الطلب وترشدهم وتهديهم الى صراط الله وتسلكهم فيه وتكون لهم دليلا وسراجا منيرا الى ان يصلوا فى متابعتك وتزكيتك اياهم الى مراتب المقربيت { وجادلهم بالتى هى احسن } لكل طائفة منها فجادل اهل النفاق واغلظ عليهم جادل اهل الوفاق باللطف والرحمة واخفض جناحك للمؤمنين واعف عنهم واستغفر لهم.

السابقالتالي
2 3