الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱسْتَعِينُوا بِٱللَّهِ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱلأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }

قوله تعالى: { يُورِثُهَا }: في محلِّ نصبٍ على الحال. وفي صاحبها وجهان، أحدهما: الجلالة أي: هي له حالَ كونه مُورِثاً لها من يشاؤه. والثاني: أنه الضميرُ المستتر في الجار أي: إنَّ الأرضَ مستقرة لله حالَ كونها مُوَرَّثَةً من الله لمن يشاء. ويجوز أن يكونَ " يورثها " خبراً ثانياً، وأن يكونَ خبراً وحدَه، و " لله " هو الحال، ومَنْ يشاء مفعولٌ ثانٍ، ويجوزُ أن يكونَ جملةً مستأنفة.

وقرأ الحسن ـ ورُويت عن حفص ـ " يُوَرِّثُها " بالتشديد على المبالغة. وقرئ " يُوْرَثُها " بفتح الراء مبنياً للمفعول، والقائمُ مقامَ الفاعل هو " مَنْ يشاء ". والألفُ واللام في " الأرض " يجوز أن تكونَ للعهدِ وهي أرضُ مِصْر أو للجنس.

وقرأ ابن مسعود بنصب " العاقبة " نسقاً على " الأرض " و " للمتقين " خبرُها، فيكون قد عطف الاسم على الاسم والخبر على الخبر فهو مِنْ عطفِ الجمل. قال الزمخشري: " فإن قلت: لِمَ أُخْلِيَتْ هذه الجملةُ من الواو وأُدْخِلَتْ على التي قبلها؟ قلت: هي جملةٌ مبتدَأةٌ مستأنفةٌ، وأمَّاوَقَالَ ٱلْمَلأُ } [الأعراف: 127] فهي معطوفةٌ على ما سبقها مِنْ قوله: { وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ }.