{ ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِى ٱلْبِلَـٰدِ } يعني عاداً وثمود وفرعون عملوا في الأرض بالمعاصي وتجبروا. { فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } ، قال قتادة: يعني لوناً من العذاب صبَّه عليهم، قال أهل المعاني: هذا على الاستعارة لأن السوط عندهم غاية العذاب، فجرى ذلك لكل نوع من العذاب. قال الزجَّاج: جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب. { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } ، قال ابن عباس: يعني بحيث يرى ويسمع ويبصر. قال الكلبي: عليه طريق العباد لا يفوته أحد. قال مقاتل: ممر الناس عليه والمرصاد، والمرصد: الطريق. وقيل: مرجع الخلق إلى حكمه وأمره وإليه مصيرهم. وقال الحسن وعكرمة: يرصد أعمال بني آدم. والمعنى: أنه لا يفوته شيء من أعمال العباد، كما لا يفوت من هو بالمرصاد. وقال السدي: أرصد الله النار على طريقهم حتى يهلكهم.