الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَـٰكِنْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ }

قوله تعالى { وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا } قطع مشية الخلائق عن مشية الازل ولو أراد أن يكون كلهم عارفين به يكون ولكن وقع خاصية الانبياء والاولياء بنعت الاصطفائية من ارادته ووقع بعد الاضداد من ارادته سباق لطفه لاهل لطفه وسابق قهره لاهل قهره قال ابن عطا لو شئنا لوقفنا كل عبد لطلب مرضاتنا ولكن حق القول بالوعد والوعيد ليتم الاختيار قوله تعالى { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } ان جهنم فم قهره انفتح لياخذ نصيبه ممن له استعداد مباشرة القهر كما ان الجنة فم لطفه انفتح لياخذ من له استعداد مباشرة لطفه فاللطيف يرجع إلى اللطيف والكثيف يرجع الى الكثيف لذلك مضى القسم فى الازل فى الوعيد لان الحدث لا ينفك عن حظ القدم فالعارف الصادق اذا كان فى جهنم فان جهنم له ماوى قهره وقهره ماوى لطفه ولطفه ماوى انوار جوده وجوده ماوى انوار وجوده فيرى مقصوده فى العذاب كما كان ايوب عليه السلام ويرى رؤية المبلى فى بلائه سئل الشبلى عن هذه الأية فقال يا رب املاها من الشبلى واعف عن عبيدك ليتروح الشبلى بتعذيبك كما يتروح جميع العباد بالعوافى.