الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم/ طنطاوي (ت 1431 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ فَٱهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّاغِرِينَ }

أى قال الله - تعالى - لإِبليس فاهبط من الجنة بسبب عصيانك لأمرى وخروجك عن طاعتى. وقيل إن الضمير فى { مِنْهَا } يعود على المنزلة التى كان فيها قبل أن يطرده الله من رحمته. أى فاهبط من رتبة الملكية التى كنت فيها إلى رتبة العناصر الشريرة. وقيل إن الضمير يعود على روضة كانت على مرتفع من الأرض خلق فيها آدم - عليه السلام -. وقوله { فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا } معناه فما يصح ولا يستقيم ولا يليق بشأنك أن تتكبر فيها، لأنها ليست مكانا للمتكبرين وإنما هى مكان للمطيعين الخاشعين المتواضعين. وقوله { فَٱخْرُجْ } تأكيد للأمر بالهبوط ومتفرع عليه. وقوله { إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّاغِرِينَ } تعليل للأمر بالخروج. أى فاخرج منها فأنت من أهل الصغار والهوان على الله وعلى أوليائه لتكبرك وغرورك. ثم حكى القرآن ما طلبه إبليس من الله - تعالى - وما أجاب الله به عليه.