الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً }

{ مَا لَكُمْ } استفهام إِنكار لأَن يليق سبب ما فى عدم رجاء الله عز وجل { لاَ تَرْجُونَ } لا تخافون، كقول أبى ذؤيب: إِذا لسعته النحل لم يرج لسعها. أى لم يخف لسعها أو المعنى لا تعتقدون، وقيل لا تبالون ويحتمله كلام أبى ذؤيب، وقيل لا تأَملون ولا تطمعون أن يوقركم الله تعالى أى يعظمكم بالرضى عنكم والثواب على أعمالكم فى الطاعة إِن عملتم وهذا لا يناسب قوله تعالى { وقد خلقكم أطواراً } لأَن خلقهم أطواراً ليس مما يدعوهم إِلى الطمع فى الثواب والرضى عنهم. وعن ابن عباس لا ترون لله عظمة، ويقال لا تعرفون له حقاً ولا تشكرون له نعمة، ومقتضى الظاهر ما لكم لا تثبتون لله وقاراً لكن لفظ الرجاء المناسب للظن دلالة على أنه ليس لهم فى تعظيم الله عز وجل ولو أقل قليل ولو بلا جزم بل بنحو ظن مع أنه لا أقل من أن يظنوا لقوة الدلالة وكثرتها والجملة حال من الكاف { لِلهِ } حال من قوله { وَقَاراً } أى عظمة فى نفس الأَمر أو فى نفوس الناس أو حلماً والحليم يعاقب إِذا رأى ما يكدر صفو حلمه، أى لا تخافون عاقبة حلمه كما فسره ابن عباس بالعاقبة.