الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ }

قوله تعالى: { مِّن رَّبِّهِمْ }: في محلِّ رفعٍ نعتاً لمغفرة، و " مِنْ " للتبعيض أي: مِنْ مغفرات ربهم. قوله: { خَالِدِينَ } حال من الضمير في " جزاؤهم " لأنه مفعولٌ به في المعنى، لأنَّ المعنى: يَجْزيهم اللهُ جناتٍ في حالِ خلودِهم، وتكونُ حالاً مقدرةً. ولا يجوز أن تكون حالاً من " جنات " في اللفظِ وهي لأصحابِها في المعنى، إذ لو كان ذلك لبرز الضمير لجريانِ الصفةِ على غير مَنْ هي له. والجملةُ من قولِه { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } في محلِّ رفعٍ نعتاً لـ " جنات ". وتقدَّم إعرابُ نظيرِ هذه الجملةِ، والمخصوصُ بالمدحِ محذوفٌ في قولهِ: { وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } تقديرُه: ونِعْمَ أجرُ العامِلين الجنةُ.