الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّآ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ }

القسم محذوف تقديره والله { لَئِنْ أَكَلَهُ ٱلذّئْبُ } واللام موطئة للقسم. وقوله { إِنَّا إِذَا لَّخَـٰسِرُونَ } جواب للقسم مجزىء عن جزاء الشرط، والواو في { وَنَحْنُ عُصْبَةٌ } واو الحال حلفوا له لئن كان ما خافه من خطفة الذئب أخاهم من بينهم - وحالهم أنهم عشرة رجال، بمثلهم تعصب الأمور وتكفي الخطوب - إنهم إذاً لقوم خاسرون، أي هالكون ضعفاً وخوراً وعجزاً. أو مستحقون أن يهلكوا لأنه لا غناء عندهم ولا جدوى في حياتهم. أو مستحقون لأن يدعي عليهم بالخسارة والدّمار، وأن يقال خسرهم الله ودمّرهم حين أكل الذئب بعضهم وهم حاضرون. وقيل إن لم نقدر على حفظ بعضنا فقد هلكت مواشنا إذاً وخسرناها فإن قلت قد اعتذر إليهم بعذرين، فلم أجابوا عن أحدهما دون الآخر؟ قلت هو الذي كان يغيظهم ويذيقهم الأمّرين فأعاروه آذاناً صما ولم يعبؤوا به.