الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَٱرْتَبْتُمْ وَغرَّتْكُمُ ٱلأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ }؛ معناهُ: أنَّ المنافقِين يُنادون المؤمنين من وراءِ السُّور، ألَمْ نكن معكم في الدُّنيا على دينِكم نناكحكم ونوارثكم ونصَلِّي معكم في مساجدِكم، { قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ }؛ أي أهلَكتُموها بالنِّفاقِ والمعاصِي والشَّهوات وكلُّها فتنةٌ، { وَتَرَبَّصْتُمْ }؛ بمُحَمَّدٍ الموتَ وبالمؤمنين الدوائرَ، وقُلتم: يوشِكُ أن يموتَ مُحَمَّدٌ فنستريحَ منه.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱرْتَبْتُمْ }؛ أي شَكَكْتُمْ في توحيدِ الله وفي نُبوَّة مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، { وَغرَّتْكُمُ ٱلأَمَانِيُّ }؛ يعني: ما كانوا يتمنَّون من قتلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وهلاكِ المسلمين، وغرَّتكُم أيضاً الأباطيلُ وطولُ الآمالِ، { حَتَّىٰ جَآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ }؛ يعني الموتَ والبعثَ، { وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ }؛ أي وغَرَّكم الشيطانُ بحُكمِ اللهِ وإمهالهِ عن طاعة اللهِ.