الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ }

قوله تعالى { ذٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ } اذا اخرج الامر جل جلاله على وفق مراد العارفين جعل ذلك منة عليهم ثم طلب منهم شكر المنة بوصف الطلعة والمتابعة وزجرهم عن عصيانه وخوفهم عن وعيد فراقه وعظيم مقامه عليهم بوصف الاحاطة على وجودهم واسرارهم وضمائرهم لئلا يزول عنهم بالغفلة عنه ومقامه بالتفاوت فمقامه على المريدين بالزجر والتهديد ومقامه على المحبين بالهيبة والتعظيم ومقامه على العارفين بالاجلال والحياء ومقامه على الموحدين بغلبان الكبرياء على قلوبهم ومقامه على اهل الانس والشوق والعشق على نعت كشف مشاهدة جماله وجلاله وهٰهنا الخوف من مقامه ووعيد مفارقته ووداعه منظر قلوب المستأنسين حتى تكون خالية عن كشف مناهله، وادق الاشارة فيه ان مقامه القدم فى القدم والبقاء فى البقاء وذلك المقام معدن الالوهية وطبع السرمدية والخوف من ذلك الهيبة والاجلال وهذا المقام مقام الربوبية فى الربوبية لان الحدث يتلاشى فى بوادى سطوة عزته تعالى الله عن كل علة حدثانية.