الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكَينَ }

قوله تعالى { قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } أي كيف اتخذ أحدا بالمحبة دونه وليس له صفة القدم التى اغارت قلوب اوليائه بحسن تجليها وكيف اتخذ بالولاية محدثا لا يقدر على ان يمنع عنى علة الحجاب بينى وبينه حيث الكل حاجز فى امر مشئته وملك جلاله الا ترى اشارته تعالى إلى ذلك بقوله { فَاطِرِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } أي الكل ملكه فكيف الجأ من ملكه الى ملكه وعلة الملك في المالك متلاش بقوله { وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ } قال الجورجانى ابغى سواه ملجأ وقد سهل الى السبيل اليه وقال غيره اسواه استكفى وهو الذى يكفينى الهم فى الدارين قوله تعالى { قُلْ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ } أي أمرني حين كنت جوهر فطرة الكون حيث لم يكن غيري في الحضرة أن اكون أول الخلق له فى المحبة والعشق والشوق وأول الخلق له منقاد بنعت مبحتي له راضياً بربوبيته غير منازع لأمر معيشته قال بعضهم اكون أول من انقاد للحق إذا اظهروا قال ابن عطاء ان اكون من الخاضعين لما تبدوا من مبادى القدرة وقال جعفر عليه السلام عن الراضين بموارد القضاء.