الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ }

{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ } اى مضت { مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ } بالموت او القتل فيخلو لا محالة { أَفإِنْ مَّاتَ } باجله من دون اسبابٍ خارجيّةٍ وآلات قتّالةٍ فانّ المتبادر من الموت هذا خصوصاً حين استعماله مقابل القتل وقد اشير فى الاخبار وصرّح بأنّه غير القتل { أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ } عن الدّين { عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ } شبّه الرّاجع عن الدّين الّذى هو طريق النّفس بالرّاجع عن الطّريق الظّاهر وانّما قال على اعقابكم للاشارة الى انّ الانسان ان ارتدّ عن دينه كان وجهه الى مقصده بحسب فطرته مثل من ارتدّ عن طريقٍ على عقبه حيث يكون وجهه الى مقصده الاوّل وذكر فى نزول الآية انّه لمّا فشا يوم احدٍ فى النّاس انّ محمّداً (ص) قتل قال بعض المسلمين ليت لنا رسولاً الى عبد الله بن ابىّ فيأخذ لنا اماناً من ابى سفيان، وبعضهم جلسوا والقوا ما بايديهم وقال اناس من اهل النّفاق: ان كان محمّد (ص) قد قتل فالحقوا بدينكم الاوّل فقال انس بن نضر عمّ انس بن مالك: يا قوم ان كان قد قتل محمّد (ص) فانّ ربّ محمّدٍ (ص) لم يقتل وما تصنعون بالحياة بعد رسول الله (ص) فقاتلوا على ما قاتل عليه رسول الله (ص) وموتوا على ما مات عليه، ثمّ انّ رسول الله (ص) انطلق الى الصّخرة وهو يدعو النّاس فاوّل من عرف رسول الله (ص) كعب بن مالك قال: فناديت بأعلى صوتى: يا معاشر المسلمين ابشروا فهذا رسول الله (ص) فاشار الىّ ان اسكت فانحازت اليه طائفة من اصحابه فلامهم النّبىّ (ص) على الفرار فقالوا: فديناك بآبائنا وامّهاتنا اتانا الخبر بانّك قتلت فرعبت قلوبنا فولّينا مدبرين فأنزل الله تعالى: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ } (الى آخر الآية) وكان سبب هزيمة المسلمين يوم احد انّ رسول الله (ص) لمّا سمع اجتماع المشركين لحربه وكانوا ثلاثة الاف فارس والفى راجل واخرجوا معهم النّساء جمع اصحابه وحثّهم على الجهاد ومنع عبد الله بن ابىّ اصحابه عن الخروج وقال سعد بن معاذ وامثاله: نخرج من المدينة وقبل رسول الله (ص) رأيه وخرج من المدينة ووضع رسول الله عبد الله بن جبير على باب الشّعب واكّد عليهم فى ثباتهم فى مراكزهم ووضع ابو سفيان خالد بن وليد فى مأتى فارس كميناً وقال: اذا اختلطنا فاخرجوا عليهم من هذا الشّعب حتّى تكونوا وراءهم وعبّأ رسول الله (ص) اصحابه ودفع الرّاية الى امير المؤمنين (ع) فحمل الانصار على مشركى قريش فانهزموا هزيمة قبيحة ووقع اصحاب رسول الله (ص) فى سوادهم وانحطّ خالد بن وليد فى مأتى فارس على عبد الله بن جبير فاستقبلوهم بالسّهام فرجع ونظر اصحاب عبد الله بن جبير الى اصحاب رسول الله (ص) ينهبون سواد القوم فقالوا لعبد الله: قد غنم أصحابنا ونبقى نحن بلا غنيمة.

السابقالتالي
2 3