الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَكْرَمَنِ }

{ فاما الانسان } متصل بما قبله من قوله ان ربك لبالمرصاد وكانه قيل انه تعالى بصدد مراقبة أحوال عباده ومجازاتهم بأعمالهم خيرا وشرا فاما الانسان فلا يهمه ذلك وانما مطمح نظره ومرصد فكره الدنيا ولذآئذها قال السهيلى رحمه الله المراد بالانسان عتبة بن ربيعة وكان هو السبب فى نزولها فيما ذكروا وان كانت هذه الصفة تعم { اذا ما ابتلاه ربه } اى عامله معاملة من يبتليه بالغنى واليسار { فأكرمه } بس كرامى كندش بجاه واقتدار { ونعمه } ونعمت دهدش ومعيشت برو فراخ كرداند وبآسانى كارا وبسازد. والفاء تفسيرية فان الاكرام والتنعيم عين الابتلاء { فيقول } مفتخرا { ربى } بروردكار من { اكرمن } فضلنى بما اعطانى من الجاه والمال حسبما كنت استحقه ولا يخطر بباله انه محض تفضل عليه ليبلوه ايشكر ام يكفر وهو خبر للمبتدأ الذى هو الانسان والفاء لما فى اما من معنى الشرط والظرف المتوسط على نية التأخير كأنه قيل فاما الانسان فيقول ربى اكرمنى وقت ابتلائه بالانعام وانما تقديمه للايذان من اول الامر بان الاكرام والتنعيم بطريق الابتلاء ليتضح اختلال قوله المحكى فاذا لمجرد الظرفية وان هذه الفاء لا تمنع ان يعمل ما بعدها فيما قبلها.