الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } * { ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

تأمل هذا التوبيخ والتقريع، فقد كانوا يتهمون الرسول ويقولون ساحر ويقولون للقرآن سحر، فالآن يخاطبهم بنفس كلمتهم، يقول لهم { أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا.. } [الطور: 15] أي: هذا العذاب الذي تُقاسُونه أهو سحر؟ السحر تخييل لا تتألمون منه، لكنكم تتألمون. إذن: ليس سحراً بل هو حقيقة { أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } [الطور: 15] إما هذه وإما هذه. { ٱصْلَوْهَا.. } [الطور: 16] ادخلوها أي جهنم، وذوقوا حرّها وعذابها. { فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ.. } [الطور: 16] هذه أول مرة نرى الصبر لا فائدة منه، وليس لهم أجر، إنه صبر هؤلاء على حرِّ جهنم. { سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ.. } [الطور: 16] يستوي عندنا صبرتم أو لم تصبروا، فالأمران سيان، ولن تخرجوا منها أبداً، وهذا ليس ظلماً لهم إنما جزاءً وفاقاً. { إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [الطور: 16] لم نأت بشيء من عندنا، إنما هي أعمالكم نُوفيكم إياها، فأنتم الذين وضعتم أنفسكم هذا الموضع.