الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذِ ٱعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ فَأْوُوا إِلَى ٱلْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِّنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقاً }

العزلةُ عن غير الله توجِبُ الوصلة بالله. بل لا تحصل الوصلةُ بالله إلا بعد العُزْلَةِ عن غير الله.

ويقال لما اعتزلوا ما عُبِدَ من دون الله آواهم الحقُّ إلى كنف رعايته، ومهد لهم مثوىً في كهف عنايته.

ويقال مَنْ تبرَّأ مِنَ اختياره في احتياله، وصَدَقَ رجوعه إلى الله في أحواله، ولم يستَعِنْ - بغير الله - من أشكاله وأمثاله آواه إلى كَنَفِ أفضاله، وكفاه جميعَ أشغاله، وهَّيأ له مَحَلاً يتفيؤ فيه في بَرْدِ ظِلالِه، بكمالِ إقباله.