الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوْ فِي ٱلأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }

قوله تعالى { يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ أَوْ فِي ٱلأَرْضِ يَأْتِ بِهَا } كيف يخفى على موجد الاشياء شئ وهو منشئه فهذا تنبيه منه لاحاطة علمه القديم بكل ذرة من العرش الى الثرى ظاهرها وباطنها حتى يفرغ المراقب الصادق اطلاع الحق بوصف العظمة والكبرياء على نوادر الخطرات وبطون الحركات فان كان خاطره بادرا من قهره سبحانه تستتر فى جريانه فى صخرة النفوس او فى سماء الارواح او فى ارض القلوب يظهره الحق إلى عرضة العقل لعين السر فيحاسبه بذلك ويعرفه مكان نفعه وضره ليعرف صاحبه وصف جلال علمه كيف يحيط باسرار الضمائر وبطون الخواطر الا ترى الى قوله { ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } قال عبد العزيز المكى مثقال حبة من خردل فتكن فى صخرة مجتمعة او فى سبع سماوات وارضين متفرقة يأت بها الله مجتمعة على صاحبها لان الله لطيف خبير لطف افعاله عن ان يدركه احد بعقل.