الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱتَّخَذْوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }

{ اتخذوا أيمانهم } الفاجرة التى يحلفون بها عند الحاجة واليمن فى الحلف مستعار من اليد اعتبارا بما يفعله المحالف والمعاهد عنده { جنة } وهى الترس الذى يجن صاحبه اى يستره والمعنى وقاية وسترة يسترون بها من المؤمنين ومن قتلهم ونهب أموالهم، يعنى بناهاى كه خون ومال ايشان درامان ماند، فالاتخاذ عبارة عن اعدادهم لايمانهم الكاذبة وتهيئتهم لها الى وقت الحاجة ليحلفوا بها ويتخلصوا من المؤاخذة لاعن استعمالها بالفعل فان ذلك متأخر عن المؤآخذة المسبوقة بوقوع الجناية والخيانة واتخاذ الجنة لابد أن يكون قبل المؤآخذة وعن سببها ايضا كما تعرب عنه الفاء فى قوله { فصدوا } اى منعوا الناس وصرفوهم { عن سبيل الله } اى عن دينه فى خلال أمنهم وسلامتهم وتثبيط من لقوا عن الدخول فى الاسلام وتضعيف أمر المسلمين عندهم { فلهم } بسبب كفرهم وصدهم { عذاب مهين } مخزى بين اهل المحشر وعيد ثان بوصف آخر لعذابهم وقيل الاول عذاب القبر وهذا عذاب الآخرة