الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ }

اعتراض بين جملةسبحان الله عمَّا يصفون } الصافات 159 وجملةفإنكم وما تعبدون } الصافات 161 الآية، والاستثناء منقطع، قيل نشأ عن قولهإنهم لمُحضرونَ } الصافات 158 والمعنى لكن عباد الله المخلصين لا يُحضَرون، وقيل نشأ عن قولهعمَّا يَصفونَ } الصافات 159 أي لكن عباد الله المخلصين لا يَصفونه بذلك، وقيل من ضميروجعلوا } الصافات 158 أي لكن عباد الله المخلصين لا يجعلون ذلك. وهو من معنى القول الثاني، فالمراد بالعباد المخلصين المؤمنون.والوجه عندي أن يكون استثناءً منقطعاً نشأ عن قولهسبحانَ الله عمَّا يصفونَ } الصافات 159 فهو مرتبط به لأن «ما يصفون» أفاد أنهم يصفون الله بأن الملائكة بناته كما دل عليه قولهألربك البنات } الصافات149. والمعنى لكن الملائكة عباد الله المخلصين، فالمراد من { عباد الله المخلصين } الملائكة فهذه الآية في معنى قولهوَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ } الأنبياء26.