الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ }

قوله تعالى { وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } اهل البدايات فى مقام الطاعات والاوساط فى المقامات مثل التوكل والرضا والتسليم والمحبون فى مقام الحالات والمواجيد واهل المعرفة فى مقام المعارف ينقلون فى المشاهدة من مقام الى مقام ولا يبقى المقام للموحدين فانهم مستغرقون فى بحار الذات والصفات وليس لهم مقام معلوم لان هناك لم يكن لهم وقوف حيث افناهم قهر الجلال والجمال والعظمة والكبرياء عن كل ما وجدوا من الحق فبقوا فى الفناء الى الابد قال ابن عطا لك مقام المشاهدة ولهم مقام الخدمة وقال جعفر الخلق مع الله على مقامات شتى من تجاوز حده هلك فللانبياء مقام المشاهدة وللرسل مقام العيان وللملائكة مقام الهيبة وللمؤمنين مقام الدنو والخدمة وللعصاة مقام التوبة وللكفار مقام الطرد والغفلة واللعنة قال الحسين المريدون فى المقامات يجولون من مقام الى مقام والمرادون جاوزوا المقامات الى رب المقامات وقال الجنيد المقامات معلومة كما ذكره الله تعالى وأرباب الحقائق يأنفون من المعلومات والمرسومات لانهم فى قبضة الحق وامره.