الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزْقَ وَٱعْبُدُوهُ وَٱشْكُرُواْ لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

{ وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً } هو من الخلقة يريد به نحت الأصنام فسماه خلقة على وجه التجوّز، وقيل هو من اختلاق الكذب { لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً } الآية: احتجاج على الوحدانية ونفي الشركاء، فإن قيل: لم نكَّر الرزق أولاً، ثم عرَّفه في قوله: { فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزْقَ }؟ فالجواب: أنه نكره في قوله: { لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً } لقصد العموم في النفي، فإن النكرة في سياق النفي تقتضي العموم. ثم عرَّفه بعد ذلك لقصد العموم في طلب الرزق كله من الله، لأنه لا يقتضي العموم، في سياق الإثبات إلا مع التعريف فكأنه قال: ابتغوا الرزق كله عند الله.